تشكيل الحكومة رهن "عقدة" وحيدة.. فهل تبصر النور قريبًا؟

تبدو مسألة "ضرب" المواعيد لتشكيل الحكومة في غاية الصعوبة. لا أحد يستطيع التنبؤ بموعد الولادة الميمونة طالما الشياطين تكمن في التفاصيل دومًا وكل شيء وارد في ربع الساعة الأخير. السياسة في لبنان متغيّرة ومتبدّلة بوتيرة تتحرّر فيها من كل القواعد، فما كان قبل دقيقة مستحيلًا قد يمر مرور الكرام وبسحر ساحر. انطلاقًا من هذا الأمر لا يُمكن الجزم والحسم في مسألة التأليف على قاعدة "لا تقول فول ليصير بالمكيول"، وهو الأمر الذي أثبتته التجارب السابقة ويتكرّر اليوم في ظل السعي لتشكيل حكومة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي. تارةً تُبث أجواء تشاؤمية توحي أن الرئيس المكلّف في وارد الاعتذار، وتارةً تمر فترات ركود لا إشارات فيها، فيما تشاع بين الفترة والأخرى أجواء إيجابية توحي بأن التشكيل سيحصل بعد ساعات، تمامًا كما يحصل اليوم. فهل فعلًا باتت الحكومة قاب قوسين أو أدنى من التشكيل؟ وما الذي يمنع الإعلان عنها حتى الساعة؟.

مصادر ميقاتي: للمرة الأولى نشهد هذا النوع من الاتصالات المتقدّمة لكن لا شيء حاسمًا 

لدى سؤال مصادر الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي تلفت الى أنّه وللمرة الأولى يشهد ملف تشكيل الحكومة هذا النوع من الاتصالات المتقدّمة، لكن حتى اللحظة لا شيء حاسمًا أو نهائيًا.  

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري وردًا على سؤال حول ما اذا كانت العقد حُلّت بأكملها، تفضّل المصادر عدم الدخول في المزيد من التفاصيل.

عقدة وحيدة تتعلّق باسم وزير الاقتصاد

بدورها، تشدّد مصادر رفيعة متابعة لملف التشكيل أنّ الأجواء إيجابية وكما يشاع ثمّة مسودّة شبه نهائية، بانتظار حل عقدة وحيدة تتعلّق باسم وزير الاقتصاد. وفق المصادر، يعمل الرئيس عون على حل هذه العقدة التي في حال انتهينا منها قد تتشكّل الحكومة اليوم أو الغد.  

وحول ما يُشاع عن أنّ حقيبة وزير الاقتصاد قد تذهب لجمال كبي أو أمين سلام، أجابت المصادر "قد لا تذهب لأي منهما".

أما قضية الوزيرين المسيحيين فكما بات معلوما حلت باختيار الدكتور جورج كلاس، والسفيرة نجلاء رياشي.  

وفي ما يتعلق بعقدة إعطاء رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل الحكومة الثقة، تقول المصادر: " لا أرى ما يمنع إعطاء باسيل الثقة للحكومة في حال تشكّلت الحكومة وكان رئيس الجمهورية مطمئنًا لها". 

الساعات الأخيرة شهدت اتصالات خارجية قوية فرنسية وأوروبية وأميركية

وتشدّد المصادر على أنّ الساعات الأخيرة شهدت اتصالات خارجية قوية فرنسية وأوروبية وأميركية للدفع قدما بتشكيل الحكومة وسط  الظروف التي لم تعد تحتمل. 

وحول ما اذا كان الرئيس المكلف سيزور بعبدا اليوم، تجيب المصادر: "اذا حلت كل العقد بالتأكيد يزور ميقاتي بعبدا لإعطاء التشكيلة للرئيس عون والإعلان عنها".

قد يطرأ ما يعطّل التشكيل

اذًا تُبث اليوم أجواء إيجابية كثيرة لكن يبقى الحذر واجب، فمن يدري قد يطرأ ما يعطّل التشكيل على أمل أن لا يتم استحداث عقد جديدة لمنع الإعلان عن التشكيلة الحكومية.